Monday, October 19, 2009

مزيد من السذاجات في ظل تحريف النشيد الوطني


مزيد من السذاجات في ظل تحريف النشيد الوطني

في مقالي قبل الاخير سذاجات سياسية في ذكرى انتفاضة الاقصى اتهمني البعض بانني لست ساذجاً سياسياً، وإنما انا متساذج..واخاطب قرائي بلغة مكهربة...وأنثر "البهدلة" بين كلماتي، فعجبت لأمرنا كفلسطينيين كيف نهتم بكرامتنا، ونقضي وقتاً طويلاً نهفهف على ماء وجهنا حتى لا يتبخر بسبب حرارة الصفعات التي نتلقاها ونحن مكتوفي الأيدي، عذراً لسنا مكتوفي الأيدي، وإنما طيبين لدرجة أننا نعطي من صفعنا الجهة الأخرى من وجوهنا حتى يزيد رصيد صفعاته قدرما شاء، ونحن نزيد رصيد طيبتنا بقدر صفعاته.


لذلك قررت أن لا أصل كلماتي هذه بسلك كهربائي معطل في قريتي، ولن أسكنها بقايا بيت مهدم في حي الشيخ جراح في القدس، كلماتي هذه لن تحمل أمل عودة اللاجئين فقد انتهى تاريخ صلاحيتهم، ولم يبقى لهم الا وسيلة اعادة التصنيع مع عدم ضمان الجودة، فلربما يصمدون جيلاً آخر، او لعلهم سيعلنون عزمهم على القيام بمظاهرة كبيرة يختمونها بقبر بعضهم البعض في مقبرة جماعية، مجنبين انفسهم احتمالية الموت الطبيعي بطعم بمرارة القهر.

قبل أن تولد كلماتي هذه قمت بمسح يافا وعكا ويافا من ذاكرتها، حتى ما عادت تميز هذه المدن من ماركات الخضار والفواكه وما تنتجه من عصائر. ولضمان رضى قرائي قمت بمراقبة كلماتي في مرحلة طفولتها، فوجدت بعضاً منها يهذي أثناء نوبة حمى شديدة بكلمات مثل: القدس، مسجد الاقصى، وعاصمة، وشهداء فقمت بخنقها أثناء مرضها ونومها، وفرحت كثيراً، فلقد قمت بتنظيف كلماتي على اكمل وجه.

قرائي الاعزاء، أنا أضمن لكم بان كلماتي هذه لا تعرف قرية بلعين ولا تحتوي ذاكرتها ولا حتى مخيلتها على صورة لجدار الفصل "الامني"، كلماتي هذه تعتبر كلمة "مفاوضات" مكسباً في كل الحالات، ولو حاولتم ان تعيدوا على مسمعها كلمة "تنازلات" فإنها لا تسمعها ولا تفهمها وتحولها اوتوماتيكيا الى كلمة "مفاوضات" أي "مكاسب".

الرقم عشرة الاف او أحد عشر الفا يمكن أن تفهمه كلماتي كمبلغ مالي تدفعه لنا الدول المانحة، ولا تظنوا أن بامكان كلماتي ان تعتقد بان هذا الرقم هو ما تبقى من تبرعات الدول المانحة بعد ان تم تنظيف المبلغ الاصلي من بعض الاوراق المالية التي تحمل عدوى انفلونزا الخنازير، وإن حصل ودخلت الشكوك بين حروف كلماتي حول موضوع التنظيف المالي فأنا أؤكد لكم وعلى جثتي بأن كلماتي لا يمكن أن تتذكر او يخطر في بالها بأن هذه الرقم ربما يكون عدد المعتقلين والأسرى في سجون "اسرائيل".

كلماتي هذه تستنكر وبشدة ما جاء في النشيد الوطني المحرف، فهي على علاقة بكل مناضلي الوطن الذين قضوا خلال التسعين سنة الاخيرة، وهي على دراية بكل ما حدث من "مفاوضات" و "انتفاضات"، كلماتي هذه تنفست الصعداء بعد وفاة جدي "ابو علي" فقد كان يتفل عليها كلما صادفها وينعتها بالعمياء، كنت أغضب منه وأقول له يا جدي، كلماتي ليست عمياء، ولكن ربما مصابة بمرض عمى الألوان، فهي فقدت قدرتها على التمييز بين اللون الاخضر والاحمر، لا أدري متى تماماً ولكن ربما بعد الحرب الاخيرة على غزة – الدولة الشقيقة.

كلماتي هذه تستهجن كلمات النشيد المحرف، كلماتي مصدومة، وحال لسانها يقول، كيف تكون كلمات هذا النشيد من بني جنسي، إنها تستغرب كونهن كلهن كلمات، كيف هذا؟

ربما لدي الجواب لكلماتي.

أيا كلماتي، أنت كبيرة العقل وهذه الكلمات صغيرة العقل، وهي ليست الا مجموعة فتيات انقلابيات، فانت يا كلماتي حافظتي على الوطن، ولم تفرطي بالثوابت، ولم تضيعي حق أي كان، والكل يسكنون منازلهم، ويحصدون حقولهم، ويقطفون بياراتهم.

أيا كلماتي، أثقلت صدري بوقع خطواتك العشوائية، واتلفتي طبلة أذني بصدى تفاهاتك، وأشعرتني بالغثيان، ولم اجد حلاً إلا أن اقذفك خارجي مع كل احشائي الداخلية، بما في ذلك قلبي المريض الجاهل الذي أصابه الخدر منذ أصاب عقلي الكبر والغرور، منذ ذلك الحين أرى في المرآة كل يوم كلمة " ******* " مطبوعة على جبيني.


الدى احدكم اي فكرة عما يمكن ان تكون هذه الكلمة؟


بقلمي: 19 تشرين الاول 2009








1 comment: