كي لا ننسى...وهل بقي لنا غير ذلك

كي لا ننسى...وهل بقي لنا غير ذلك

اليوم الاثنين الموافق الخامس من شهر تشرين الاول، استوقفتني بضع صور وعناوين في جريدة القدس، ما استوقفني حقا ليست هذه الصور ولاالعناوين بعينها، وانما تكرارها هو ما استوقفني، اذكر بأني قرأت الاخبار نفسها اكثر من مرة خلال اكثر من سنة وبتواقيت مختلفة، وفي كل مرة أتساءل انا وهم وانت، ما العمل؟

لو توقفنا عن التساؤل لربما خرجنا بنتيجة او على الاقل لربما أرحنا رؤوسنا من الكدر والهم.

هي القدس وقضيتها العالقة مرة اخرى تأخذ في التأرجح، وتعلو اصوات شجب واستنكار، وهراوات وعصي تهوي على رؤوس المعتصمين، ولا نسمع صهيل خيول ولا صليل سيوف الا في مسلسلات رمضان التاريخية.



أنني أنا مرة اخرى، ذلك الساذج السياسي الذي يتشكل فطوره من جريدة، وغذائه من تحليلات اصدقائه السياسية، ويتعشى على نشرة اخبار المساء، اعتدت كل الاخبار، الدموي منها والمفرح، لم يعد أي خبر يزيد بالنسبة لي عن كونه رقماً ضمن مجموعة أرقام كبيرة لا معيار معين لترتيبها.

قتل، استشهد، دهس، أبرح ضرباً، هجر من بيته، حرم من جني محصوله، أسر، كلها افعال منسوبة الى مجهول بالنسبة لي، فلم أعد أدري ان كان الاحتلال هو المرتكب الحقيقي لهذه الجرائم، أم نحن حقاً من نجرم بحق انفسنا، كما يأكل حيوان اولاده، او كما يكسر طائراً بيضه، لكل سبب يخصه يبرر فعله، أما نحن فقد جهلنا الفعل سلفاً، فلا فرصة ولا قدرة لنا لتبريره.

احتفظ بحقي بأن اكون غبياً، فهذا ما تبقى لي، أما على صعيد شعوري الوطني، فأكتفي بأن لا أنسى، ولكني لا اعدكم بأن تذكري لتفاصيل فلسطينية متعددة ومختلفة سيبقيني فلسطينياً، ربما لأن بعضاً منها يشعرني بالخجل، وبعض آخر يحقر شخصي أمامي، ولكن ربما بعض ردود الافعال الطيبة والبريئة ستبرد ناراً التهمت بقايا روح نفيت من الوطن قبل ولادتها او ربما بعد ولادتها بقليل.




صور


• مواطنون تجمعوا في منطقة باب الاسباط بعد ان منعتهم الشرطة الالسرائيلية من دخول الحرم القدسي الشريف.
• في القدس عجوز يجادل جندياً اسرائيلياً بعد منعه من الدخول الى المسجد الاقصى المبارك.
• مواطنات يصرخن على جنود اسرائيليين اغلقوا ابواب المسجد الاقصى امام المصلين.
• اب يحتضن ابنته وهو يتجه معها الى سيارة الاسعاف بعد استنشاقها للغاز المسيل للدموع داخل منزلها في باب حطة بالقدس.
• مواجهات في راس العمود وقوات خاصة في منطقة باب الاسباط.


عناوين


• افشال محاولة جديدة لاقتحام المسجد الاقصى والشرطة تقمع المواطنين بالصرب والاعتقال.
• الشرطة الاسرائيلية تبقي على قوات معززة في القدس.
• الجامعة العربية تحذر من مخاطر الممارسات الاسرائيلية بحق المسجد الاقصى.


صالح دوابشة
5-10-2009