Monday, September 28, 2009

بقلمي - سذاجات سياسية في ذكرى انتفاضة الاقصى

بسم الله الرحمن الرحيم

سذاجات سياسية في ذكرى انتفاضة الاقصى

واحزناه على الشارع الفلسطيني، لست ادري كم منا يعرف تاريخ انتفاضة الاقصى بالتحديد، هل هو السابع والعشرين ام الثامن والعشرين من ايلول؟ هل مضى على الانتفاضة تسع ام ثماني سنوات؟ كم من الشهداء قضى، وكمن من الأسرى يقبع خلف القضبان، وكم من المشلولين على كراسيهم المتحركة، وكم هم الذين فقدوا حاسة السمع او البصر.

في الافق رائحة دم اعتدناها كما رائحة الطبخ وقت الظهر بعد صلاة الجمعة او قبيل المغرب في شهر رمضان، بين المدن حواجز" اسرائيلية" اصبحت تجري فينا مجرى الدم حتى أننا بتنا نستهجن غيابها العرضي في بعض الاحيان، القدس عاصمتنا الابدية كما نحب ان نسميها في خطاباتنا أمست ذكرى نتحدث عنها وعن تفاصيل آخر زيارة لها قبل ما يربو على العشر سنوات، وأصبحت حلماً نؤوله بطرق كثيرة نستثني منها احتمالية تحريره.


ما أنا الا سياسي ساذج كإخواني الفلسطينيين، كلنا نتحدث عن القضية وعن المقاومة وعن المفاوضات وعن الحكومتين وانقسامهما، وعن احداث غزة وقلقيلية، وعن التواصل بين فلسطينيي الضفة الغربية واراضي ال 48، ونتابع خطابات مسؤولي حماس ومؤتمر فتح باهتمام بالغ، وفي نفس الوقت لا نعلم متى كان وعد بلفوربالتحديد، بلفور جد توني بلير الذي نتغني به ونفتخر بمشاركته لنا الكثير من مناسباتنا هذه الأيام، لست حقاً أدري كم منا يدري بحصول ثورة عام 36، يا ترى هل استشهد عز الدين القسام قبل هذه الثورة أم بعدها؟ وكم منا يعرف عن اطول اضرابات التاريخ الذي بدأ في يافا شهر نيسان عام 1936 وامتد الى باقي المدن الفلسطينية، بالمناسبة كم كانت مدته؟

كثير من أصدقائي يرددون أغنية " من سجن عكا وطلعت جنازة، محمد جمجوم وفؤاد حجازي....." وآخرون غيرهم يستخدمون عزيمة هؤلاء الشهداء في مناظراتهم الانتخابية فيقولون " نحن رجال نتسابق الى الموت كما تسابق اليه محمد وفؤاد وعطا" أأضحك بصوت عال ام أكتم صرخة قهر؟ فكم منا يعرف قصتهم وقصة كفاحهم وأسرهم، اسألوا انفسكم يا من تقرؤون كلماتي الآن، اتعرفونهم حقاً؟ ما هي ثورة البراق يا ترى؟ ومتى حدثت؟ أبعد ال 48 ام قبل ذلك؟ كم كان عمر كل من الشهداء؟ وكم شخصاً حكم عليه بالاعدام معهم؟ وكم شخصاً تحول حكم الاعدام الى مؤبد؟ يا ترى من هو ابراهيم طوقان وماذا تقول قصيدته "الثلاثاء الحمراء" في الشهداء الثلاثة؟.

يا ترى ما هو قرار التقسيم، وهل كان قبل حرب 48 ام بعد ذلك؟ بالله عليكم كم منا يعرف بالتحديد تاريخ ذكرى النكبة، بكلمات اخرى أعني اليوم الذي عقب انتهاء الانتداب البريطاني، وبدأ فيه الاحتلال الصهيوني، بالنسبة لي عرفته وعمري تسعة عشر سنة لأن أمراً غير عادي حصل لي في نفس التاريخ، لو لم يحصل ما حصل لربما بقيت جاهلاً له حتى اللحظة.

أين تقع مدينة الخليل؟ أهي كبيرة؟ أتشبه رام الله ام نابلس؟ لا أدري لم اخرج يوما من مدينة رام الله، ولماذا اخرج اصلاً؟
أوووووووف غداً يجب ان نذهب لزيارة عمتي في جنين مع أبي، اكره الذهاب هناك.
اترى تلك البنت تحمل هوية الضفة أم هوية القدس؟ يجب ان اعرف قبل أن احبها أكثر، فإن أحببتها أكثر فلربما تكون من حاملي هوية القدس ولا استطيع الزواج بها.
يا الله أهل الشمال، لا اطيقهم، انتقلوا من طولكرم وجنين وقلقيلية ونابلس الى مدينة رام لله ليقطعوا ارزاقنا.
مدني، فلاح، لاجيء، مخيمجي، قروي، خليلي، نابلسي، شمال، جنوب، قدس، ضفة.....الخ الخ الخ الخ.

أنا أفضل الماركة العالمية "ليفايس" وصديقي يحب احذية "نايك"، صديقنا الآخر يفخر بأنه لا يلبس الا "فوكس جينز"، قصات شعرنا تختلف فمنها القصير ومنها الطويل، منا من يستخدم الجل والواكس واخرين يستخدمون الكريم، على كل حال كلها قصات عالموضة، أحد أصدقائي يدمن لعبة الورق المسمية "تركس" اما آخر فلا يلعب الا " الهاند"، معكرونة بالبشاميل، فتوتشيني، ستروغانوف، بيتزا، همبرجر، كنتاكي، ماكدونالز، وستار بكس.
مرسيدس، بي ام، هوندا، اودي، فورد، هونداي، فوكس، تويوتا وغيرها.
شرم الشيخ، تركيا، مرميس، اسبانيا، امريكا، بريطانيا، سوريا، دبي، لي صديق زار اكثر من 20 دولة عربية وأوروببية ولكنه لم يدخل طولكرم ولا قلقيلية ولا جنين.

ذلك اليوم وعند مدخل احد المطاعم الفاخرة فوجئنا بازمة سير غير عادية، انتظرنا، والنتجية، أحد مكافحي الوطن قد حضر وحوله الف بدي جارد، ليتناول عشاءه بعد يوم كفاحي طويل.

عمال مطاعم، عمال بناء، دهان، بلاط، نجارين، حدادين، عتالين، لقمة عيش هنية، والنومة في العلية، واهم اشي متزعلش مني ام الولاد فوزية.

يا ترى من كم ساعة يتكون اليوم الفلسطيني؟ وكم يوماً في الشهر؟ كم منا يحلم ويطمح؟ وكم منا يسكنه القهر؟ كم منا يريد التغيير؟ وكا منا يقول "وانا مالي؟"، كم منا يعرف عنا؟ كم منا يحفظ تاريخنا ليفخر به؟ وكم منا يحفظ احصائيات الشهداء والاسرى والجرحى ليتاجر بها؟ كم منا واصل؟ وكم منا "مش واصل"؟

وأخيراً كم منا حقاً فلسطيني؟

تصبحون على وطن – بصراحة لا اظننا سنصبح على وطن إن لم نحلم به أثناء نومنا


بقلمي: فلسطيني ساذج
28-9-2009


No comments:

Post a Comment