Thursday, November 12, 2009

وطنية أم جوال...أيهما تختار





عزيزي القاريء اذا لم يكن لديك وقتا للقراءة فاذهب مباشرة الى الفقرة المكتوبة باللون الابيض الغامق فهي تجمل رأيي
شكرا


يبدو واضحا للعيان في الشارع الفلسطيني هذه الايام بان سؤال، وطنية أم جوال هو السؤال الاكثر طرحاً، وترى الفلسطينيين يدافعون عن إحدى الشركتين وكأنها مصدر عزه ورزقه، المشكلة أنهم يدافعون عن وجهة نظرهم دون دعمها بالأدلة الدامغة.

لذا أريد أن اشارككم رأيي الشخصي والمتواضع بهذا الشأن علني وإياكم نستطيع أن نقرر في أي اتجاه يذهب.



الكل يبدأ بتناول قضية أسعار الخدمات من اتصالات محلية ودولية ورسائل وخدمات الانترنت، وكل يدّعي بأن أحد الشركتين أفضل من الاخرى متناسين بأن كلتا الشركتين لا يمكنهما أن يخفضا الاسعار دون حد معين مقرر، وأن أسعارهما ستبقى متأرجحة ضمن المدى ذاته.

من ناحية أخرى، يدافع البعض عن شركة جوال بحس وطني مبالغ فيه على أساس أنها شركة فلسطينية وان الوطنية شركة اجنبية، وكأن شركة جوال قد سبق ووزعت قسم من أرباحها على الشعب، أو كأنها دعمت الثورة او ساهمت في تطوير البنية التحتية، أو لربما يحلو للبعض أن يتخيل بأن شركة جوال قد أقامت المصانع وانشأت الشركات الاستثماية التي من شأنها ان تنهض بمستوى البلد الاقتصادي.

طبعاً جوال لم تقم بأي من الامور السالف ذكرها، ولن تقوم الوطنية بهذا، بل إن ما قامت به جوال من افطارات جماعية في الجامعات، ورعاية بعض الاحداث المجتمعية على صعيد المرأة والشباب وغير ذلك لا يتعدى ما يعرف بعالم بالاعمال ب" المسؤولية الاجتماعية"، والوطنية كذلك لن تقوم بالذهاب الى ا هو ابعد من المسؤولية الاجتماعية.

لذا لا تقولوا بان الاسعار هي مفتاح قرار الاختيار بين الشركتين، ولا تقولوا بان شركة جوال شركة فلسطينية لذا تستحق منا الانتماء الأعمى.

برأيي، مضمار التنافس الاول والاهم بين الشركتين هو العناية بالمشتركين، فعلى سبيل المثال كلنا قاسينا وعانينا الامرين من مركز عناية المشتركين التابع لجوال،حيث ذقنا مرارة الساعات الطوال ونحن ننتظر موظف خدمات المشتركين بأن يلتقط مكالمتنا ليجيب على أسئلتنا، ولكن بعد هذا الانتظار المزعج نجده يحفظ بعضاً من الاجوبة عن ظهر قلب ولا يعرف غيرها، وسواء شئت أم أبيت يجب ان يكون أحد اجوبته مرضياً لسؤالك.

ما لفت انتباهي البارحة عند اتصالي بمركز خدمات المشتركين في شركة الوطنية هو طريقة تعامل الموظف معي واحترامه الكامل لي، لقد شعرت كأنني الملك، ولأن سؤالي كان غريباً بعض الشيء، أخذوا كامل التفاصيل ووعدوني بأن يتصلوا بي خلال الاربع والعشرين ساعة القادمة، ولكنني فوجئت بهم يتصلون بي بعد 20 دقيقة ليلبوا مطلبي ويجيبوا عن سؤالي، هذه حقاً ميزة تنافسية للوطنية، أنا أعلم بان عدد مشتركي الوطنية في هذه اللحظة ليس الا الفتات اذا ما قورن بحصة السوق، ولكن إن حافظت الوطنية على هذا المستوى فستتفوق حتماًُ على جوال.

المضمار التنافسي الثاني هو العروض والحملات العادلة التي تخلو من الغش والخداع، فكل من اشترك في خدمات جوال يعرف بأنها من خلال عروضها كانت تعطي بيد وتأخذ باليد الاخرى، فعلى سبيل المثال وليس الحصر "خدمة دردش" كانت تعطي تخفيض رائع على عدد محدد من الارقام، ولكنها كانت تأخذ سعراً أكثر من الطبيعي اذا ما اتصل المشترك في هذه الخدمة على شخص من خارج الدائرة التي حددها مسبقاً، وكلنا يعلم بانه لا يوجد شخص منا لا يتصل الا على خمسة اصدقاء.

من ناحية ثانية فإن تنوع العروض والحملات، وأخذ كل فئات المشتركين بعين الاعتبار، وتغطية احتياجات أكبر قدر ممكن من الجمهور هو سر نجاح اي من الشركتين وتفوقها على الأخرى.

ما أزعجني حقاً هو أن جوال قامت بمص دم الشعب خلال السنوات العديدة الماضية كونها كانت المزود الوحيد لخدمات المحمول، دون أن تعطي انطباعاً بانها شركة فلسطينية وانها يجب ان تهتم بمصلحة هذا الشعب المسكين، أما الآن وبعد ظهور الوطنية امطرونا بالعروض المخزنة عندهم منذ زمن، فعلي سبيل المثال لماذا جوال بعد كل هذه السنين تبدا الآن باعتماد نظام الحساب حسب الثواني؟ لربما لم يكن بإمكانهم تطبيق هذا النظام تقنياً فيما قبل، أو لربما لم يكن بإمكان دائرة التسويق لديهم ان ترتقي الى هذا المستوى في الابداع الا بعد ظهور الوطنية.


أصدقائي، فلنفترض بأنكم تحبون لعبة كرة القدم، وليس هناك في منطقتكم الا ملعب واحد، وصاحب هذا الملعب يجبركم على دفع عشرة شيكل عن كل لاعب في كل مرة تستخدمون الملعب، ويقابلكم دائما بتكشيرة مخيفة، ويمنعكم من استخدام مياه الشرب داخل الملعب، وبعدة عدة سنوات، أصبح لديكم ملعباً ثانياً في منطقتكم، وصاحب هذا الملعب ياخذ سبعة شواقل عن كل شخص ويقابلكم بابتسامة جميلة ويسمح لكم باستخدام مياه الشرب داخل الملعب، طبعاً ستنتقلون الى الملعب الثاني، ولكن صاحب الملعب الاول لن يعجبه هذا الوضع، فقام بتخفيض الدخولية من عشرة شوال الى خمسة شواقل، وأصبح يبتسم – بتصنع طبعاً فهو لم يعتد الابتسام من قبل- وسمح لكم باستخدام مياه الشرب وفوق ذلك احضر لكم العصير، يا ترى هل سترجعون اليه؟؟



بالنسبة لي سانتقل الى الملعب الثاني لأنني أكره الظلم، والجلاد يبقى جلاداً وان لبس ثياب ملاك، ادعو كل من يثق بحكمي في مجال الاعمال والتسويق ان ينتقل الى شركة الوطنية ويعطيهم الفرصة ليثبتوا له بانهم الاجدر بأن نكون ملوكهم.

أصدقائي، شركة جوال بدأت ضعيفة وما زالت ضعيفة، وما كانت لتجمع هذه الارباح وتصل الى عدد المستخدمين الكبير هذا الا لأنها كانت الوحيدة ولأن الشعب محتاج أيما احتياج لخدماتها، أما الآن فقد آن الاون لتنتقلوا الى شركة محترمة، لها تاريخ عريق في هذا المجال لتتمتعوا بهذا الخدمة كما يتمتع بها الآخرون في كل بقاع هذه البسيطة.

أعلم بان أمر الانتقال الى استخدام شريحة الوطنية صعب لأن الجميع يعرف رقمكم الجوال، ولكن كل ما عليكم فعله هو ان تبعثوا برسالة قصيرة برقمكم الجديد الى كل اصدقائكم وتعلموهم بأنكم ستتركون جوال وستبدؤون باستخدام شريحة الوطنية خلال اسبوع واحد، الكل سيغير رقمك في ذاكرة محموله من رقم جوال الى رقم الوطنية، واذا حصل وأراد احدهم الاتصال بك، ولم يكن لديه رقمك الوطنية فلن يفشل في تحصيل رقمك من أحد الاصدقاء.


فلنعطي الوطنية فرصتها لأنها تستحق.



بقلمي: صالح دوابشة
مستخدم جوال سابقاً، ومستخدم وطنية من الآن فصاعداً



4 comments:

  1. very nice indeed, bas feee 5a6a2 ma6ba3i fe 2a5ir fakara "بآنكم ستتركون جوال وستبدؤون باستخدام شريحة جوال خلال اسبوع واحد"

    Taweel

    ReplyDelete
  2. thanks Taweel, i corrected the mistake :)
    thanks for passing by :D

    ReplyDelete
  3. اكيد الوطنية
    انا اصلا ما بحب المضاربات
    اللي بده يرخص سعر مكالماته كان رخصهن من زمان وهو لحاله بالبلد مش لما اجاه منافس

    بعدين ذنب الكلب اعوج ما بتصلح

    ReplyDelete
  4. Personally I'm using Tunisiana hihihi but just wanted to express how I like the way you used the arguments.
    and the manner you made me want to use 'wataniya':D

    It's true, many people go and like things, use things and defend them for no reasons or for dumb ones. I like the arguments, very wise and making very sense.

    Well Done :)

    /Kacem

    ReplyDelete